العيد وهديه صلى الله عليه وسلم محمد الحمود النجدي
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع
قد كان لأهل المدينة يومان في الجاهلية يحتفلون فيهما فأبدلهم الله تعالى بهما عيدا الإسلام: الفطر والأضحى، فليس للمسلمين عيدان سواهما.
فعن أنس
أنه قال: كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان يلعبون فيهما، فلما قدم النبي
قال:
{ كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الفطر ويوم النحر } [رواه أبو داود والحاكم والبيهقي بسند صحيح]. استحباب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب:
قال ابن القيم: ( كان
يلبس لهما أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغتسل للعيدين ) [أخرجه ابن أبي شيبة وعبدالرزاق(3/309) بأسايد صحيحة]. الأكل قبل الخروج إلى الصلاة:
قال أنس رضي الله عنه: ( كان النبي
لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً.. ) [رواه البخاري]. الخروج إلى المصلى:
عن أبي سعيد الخدري قال: ( كان رسول الله
يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى.. ) [رواه البخاري]. خروج النساء والصبيان والحُيّض:
عن أم عطية قالت: ( أُمرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين يشهدان الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحُيّض المصلى ) [متفق عليه].
ولقوله
:
{ وجب الخروج على كل ذات نطاق في العيدين } [رواه أحمد بسند صحيح]. مخالفة الطريق:
عن جابر قال: ( كان النبي
إذا كان يوم عيد خالف الطريق ) [رواه البخاري] أي يخرج عن طريق ويرجع عن طريق آخر. لا أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة:
عن جابر بن سمرة
قال: ( صليت مع رسول الله
العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة ) [رواه مسلم].
قال ابن القيم: ( كان
إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة لا قول: الصلاة جامعة، والسنة أن لا يفعل شي من ذلك ) انتهى. لا صلاة قبل العيد ولا بعدها:
قال ابن عباس: ( خرج رسول الله
يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما ) [رواه الجماعة]. التكبير عند الصلاة:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ( أن النبي
كبّر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة سبعاً في الأولى وخمساً في الآخرة.. ) [رواه أحمد وابن ماجه]. ما يقرأ في صلاة العيد:
عن عبيد الله بن عبدالله: أن عمر بن الخطاب
سأل أبا واقد الليثي: ( ما كان يقرأ رسول الله
في الأضحى والفطر؟ ) فقال: ( كان يقرأ فيهما بـ
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ و
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) [رواه مسلم].
وعن النعمان بن بشير: ( أن رسول الله
كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بـ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى و
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ وربما اجتمعا في يوم واحد فيقرأ بهما ) [رواه النسائي وابن ماجه وعبدالرزاق وهو صحيح]. الخطبة بعد الصلاة:
عن ابن عمر قال: ( كان رسول الله
وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يصلون العيدين قبل الخطبة ) [رواه البخاري]. التهنئة بالعيدين:
عن جبير بن نفير قال: ( كان أصحاب رسول الله
إذا التقوا في يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك ) [قال الحافظ إسناد حسن]. اللعب واللهو المباح في الأعياد:
قالت عائشة: ( إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله
إذا التقوا في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت ) [رواه الشيخان وأحمد]. الإكثار من التكبير في العيد:
قال تعالى:
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].
وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه: ( أنه كان يكبّر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) [رواه ابن أبي شيبة2/167) بسند صحيح].
وعن الأسود قال: ( كان عبدالله يكبّر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النحر يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) [المصدر السابق بسند صحيح].
وعن عمر رضي الله عنه: ( أنه كان يُكبّر من صلاة الغداة يوم عرفة إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق ) [المصدر السابق بسند حسن].
وعن إبراهيم النخعي قال: ( كانوا يكبرون يوم عرفة وأحدهم مستقبل القبلة في دبر كل صلاة: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) [المصدر السابق بسند صحيح]. من فاته صلاة العيد:
من لم يدرك صلاة العيد صلى أربعاً كما ثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. وهو مذهب الشعبي والثوري وأحمد واسحاق. تذكير:
احرص أخي المسلم على أن لا تفوتك فرصة صيام ستة أيام من شوال لما ثبت أن الرسول
قال:
{ من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله } [أخرجه أحمد ومسلم والترمذي].