المدير Admin
المساهمات : 361 تاريخ التسجيل : 10/09/2008 العمر : 31 الموقع : www.parcour-sm.skyblog.com
| موضوع: السحر والساحر الأحد سبتمبر 28, 2008 10:43 am | |
| قد يكون فعلاً ان الاقتصادات والدول كما الانسان، تعيش طفولة ومراهقة وقوة وانهيار فرغم ان مسيرة «الامبراطورية الامريكية» شككت بهذه النظرية وان لقليل، ولعل ما نراه من آثار للأزمة المالية، انما يتعدى نبوءة وزير الخزانة الامريكية هنري بولسن، وقت اطلقها - النبوءة - ابان انتقاله من كرسي القيادة في اكبر المصارف الاستثمارية الامريكية، «غولدمان ساكس» بأن قطاع المال الامريكي سيتعرض لأزمة كل اربع او خمس سنوات لكنه يخرج منها اقوى شكيمة واصلب عوداً. ما يجري يتعدى النبوءات لأن الطمع والهلع ماعادا محركي الاسواق بحسب حكمة اسواق المال القديمة، وما انهيار المصرف الاستثماري «ليمان براذرز» الا بداية لمشوار قد لا تكون نهايته محددة الملامح. الحكاية الآن غيرها عن ازمة الكساد العظيم في عشرينيات القرن الماضي، بل ومختلفة عن الركود الذي لف اسواق الولايات المتحدة بعد ايلول 2001، والاختلاف على ما اعتقد لا يأتي من اختلاف الادوات كابتكار طرائق استثمارية من مؤسسات مالية، بل الاختلاف في اعلان الحرب بين فريقين في الولايات المتحدة تحديداً، وربما في غيرها من الليبراليات المتوحشة، وان بشكل غير معلن حتى الآن. الحرب التي لم تتجلَّ فيها الغلبة بعد، رغم مؤشرات انهيار «النيوليبرالية»، اعتقد ان محورها او فتيل ازمتها يتمحور حول دور الدولة في الاقتصاد، وهو ما فرّق اقتصاديو الولايات المتحدة وساستها الى فسطاطين، الاول يقول بدور الدولة عبر اذرعتها في الاقتصاد والامن والمجتمع، والثاني الذي ينطلق من نظريات فريدمان وهايك في بناء ليبرالية جديدة ومطلقة ليس للدولة فيها الا الامن، لأن السياسة يرسمها الاقوياء والسوق تصحح نفسها بنفسها. هذه الحرب الساخنة في الازمات والحملات الانتخابية والباردة كلما تعدت سخونتها حدود توقع الطرفين المتصارعين واللذين لا يتمثلا في الجمهوريين والديمقراطيين، وان مثلاهما، انما تهدف لامريكا جديدة، امريكا بثوب وخريطة مختلفين وربما بسياسة لا تتفاخر بتاريخها البروتستانتي والكاستي، ولا تعتمد ورقة الاقتصاد النيوليبرالي لتحقق مراميها السياسية. من يدري، قد تكون ازمة الاثنين المالية وافلاس «ليمان براذرز» بداية لانهيار قناعات وثوابت، وان كان في هكذا احلام شيء من التبسيط او اشياء من التأثر بنظرية المؤامرة ورجوع الى ان الرأسمالية تأكل نفسها. الا ان نشوء انداد، وان ليسوا اقطاباً، وتحالف مناطق وان ليسوا تكتلات انما يرجح تصديق نظرية عمر الدول واعادة النظر من جديد، فلكل شيء اذا ما تم نقصان | |
|